حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,28 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 36833

الثقة و الموازنة والضغط الجماهيري

الثقة و الموازنة والضغط الجماهيري

 الثقة و الموازنة والضغط الجماهيري

24-11-2016 09:55 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

يراقب المواطن الاردني بكل شغف واهتمام مجريات الاستحقاق النيابي في منح الثقة بحكومة دولة هاني الملقي , إستطاع مجلس النواب الحالي شد أنتباه المواطن الاردني وذلك بسبب دخول عدد كبير من النواب مجلس الثامن عشر لإول مرة مما يشجع هذا النائب على رفع وتيرة الطلبات والصوت والاحتجاج على سير إدارة الحكومات من أجل اثبات قدرته أمام ناخبيه ومناطقه التي أوصلته الى هذا المجلس , حيث يلاحظ المتابع رفع السقف وجماليات اللغة وأحقية المطالب وشرعيتها , والتصفيق لهذا النائب وغيره لقدرته على إيصال الهم والقضايا مما أدخل الفرح والغبطة لكثير من المواطنيين في تلك اللحظات المفعمة بالفخر والسعادة لحسن أختيار هذا النائب وانه بيض وجه عشيرته ومنطقته ومبادئه التي يود فرضها على الحالة الاردنية .

مارثون ينتظره النائب كل عام مرة وهي مساحة تدغدغ المشاعر والاحاسيس , ويتغنى بها النائب وأتباعه للمباهاة أمام الاخرين , يعي النائب جيدا بان أكثر من 98% من خطابه يختفى بعد انهاء كلمته نهائيا , ويستمر مفعول كلمته لمدة أيام فقط بين ابناء دائرته الانتخابية وبعدها ينتهى الامر ونعود كما كان المجلس السابق في التذمر من النائب وانه يبدل رقم هاتفه ويبدل المقربين منه ومن جمهوره لعدم الضغط عليه وتذكيره بفضل هذه العائلة وتلك القرية ويعود لهؤلاء قبل نهاية المجلس بأشهر معدودة لتحسين سواد السنين السابقة من عمر المجلس , هي منهجية متبعة من قبل الغالبية من النواب ويسمع التذمر في المناسبات وعلى وسائل التواصل الاجتماعي والاعلام بشكل عام .

أعتاد المواطن الاردني هذا النهج من المجالس النيابية , والعلاقة ما بين النائب ودائرته الانتخابية تاخذ شكل الفتور وعدم الاهتمام بقضايا الناس والابتعاد عن همومهم ومشاكلهم , ولذلك لاحظنا في هذا المجلس اختفاء كثير من الاسماء اصحاب المقاعد الثابته في المجالس السابقة رغم السنين الطويلة تحت قبة البرلمان , لكن المواطن كان شديد الحساب واستطاع ان يبرهن لهؤلاء بان المواطن أهم حلقة في حلقات العملية البرلمانية , من هنا اتمنى ان يكون هذا درساً للنواب في المجلس الحالي وان تتغير طبيعة تناول قضايا المواطن وتتحسن أساليب التواصل مع القواعد الانتخابية وعدم الركون الى مفاهيم اصبحت بالية فلم تعد العشيرة هي المسبب الرئيسي في نجاح النائب بل عدة عوامل تساهم في اعتلاء مقعد البرلمان .

في ظل الوضع الاقتصادي الحالي التي تمر به الدولة الاردنية , لابد ان يكون النائب على وعي تام باهمية ومنطقية مطالبه والابتعاد عن التحليق في الاجواء البعيدة عن الارض , عندما يطالب كل نائب بمطالب تحتاج الى مئات الملايين لتنفيذها من قبل الحكومة هل ذلك ضمن المنطق والوطنية وتقدير الحال وهل يكون مطلع على بنود الموازنة ومشاريعها , اصبح المواطن العادي يعرف بان الحكومة وكما حدث في كثير مع المجالس السابقة لا تمتلك القدرة على تنفيذ مطالب المناطق ,بعض المشاريع تستغرب تكلفتها بالملايين ولا يستفيد منها فقط اعداد بسيطة من المواطنيين ولكن بسسب ضعط ما تم تنفيذ تلك المشاريع .

من هنا اتمنى ان يكون لكل محافظة ورقة واحدة تقدم من خلالها أهم حاجات تلك المحافظة واهميتها وان تدرس بعناية , وتصل هذه الورقة الى توافق من قبل نواب تلك المحافظة والدفاع عنها بكل قوة بعد الاقتناع بتلك المطالب من قبل المواطن والنائب , عندما يصبح لتلك المطالب شرعية ومنطقية تجد الكل في توافق ودفاع عنها , وان الواقع يتطلب الابتعاد عن الانشاء والخطابات الرنانة ووضع العلاج لاعادة أحياء قطاعات انتاجية لتشغيل شباب الوطن , واعادة صياغة أليات توفير القروض الانتاجية وتبديل فكرة الربح لتلك المؤسسات الى الربح للمواطن والوطن , يكفي بناء مؤسسات تعليمية ومستشفيات ومراكز صحية نستطيع الاستغناء عنها لسنوات بسيطة من اجل مشاريع راسمالية مدرة لفرص العمل , وان يكون المشروع المنفذ حسب الحاجة والاستطاعة المالية للدولة ولا يترتب على أثره قروض خارجية تبقينا في مستنقع الديون ورحمة الجهات الدولية وتحكمها في أدارة الشان الاقتصادي .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 36833
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم