حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 30641

مسرحياتٌ إنتخابيةْ !!!

مسرحياتٌ إنتخابيةْ !!!

مسرحياتٌ إنتخابيةْ !!!

13-08-2016 10:51 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المهندس عصمت حداد
كثيراً ما كان يلجأُ البعضُ منا إلى " القُبلةِ " وذلكَ عندما نشاهدُ طفلاً يصرخُ من الجوعِ والألمْ .. بالرغمِ من إمطارنا لهُ بسيلٍ من القُبلْ ، إلا أنَّ هذه الدموعِ لا تتوقفْ ، ربما ما جعلني أبدأُ بهذه المقدمةِ .. هو ما نراهُ من مسرحياتٍ أبطالها هذه النُخَبِ المعطوبةِ التي تُطلُّ علينا كلَّ يومٍ بِقُبَلِها المسمومةِ.. وذلكَ على خشبةِ مسرح الإنتخابات ، هذه النخبِ التي وضعتْها أصابعُنا سابقاً في صناديقِ الإقتراعِ ، النُخَبِ التي أوصلتها ضمائرُنا إلى قبةِ البرلمانِ .. فلعبنا دورَ المنتجِ والمصفِّقِ لها .

إنها نُخبٌ أنانيَّةٌ .. نخبٌ سطحيةٌ معطوبةٌ عاجزةٌ عن التجاوز والدخول في الجوهرْ.. نُخبٌ ضد المنطق.. نُخبٌ بلا ثقةٍ .. نُخبٌ لا تخجلُ .. ترهّلتْ بِلا تجديدْ ، واستمرت بلا مراجعاتٍ نزيهةْ ، وفي السياقِ .. تمارس التبريراتِ والخداعاتِ والمساوماتِ بشكلٍ بشعٍ .. وبعد ذلك تتباكى على مصلحة الوطنِ والمواطنْ .

عندما يَغيبُ الصدقُ عن المشهد - مهما كان نوعه وشكله - فلنقرأَ عليه السلام ؛ فلا مبادئ بدون صدق ، ولا ثقةَ بدون صدقٍ ، ولا حياةً كريمةً إذا افتقدت الصدقْ ، وعندما تكون المسافة بين رأس البرلمانيِّ ولسانهِ أطولَ من المسافة الممتدة بين الأرض والسماء .. فتلكَ هيَ المصيبةُ الكبرى ، وعندما يكون فِعْلُ الكذبِ محصوراً بين الفقراء ، ومنصَبَّاً على رؤوس المواطنينَ البسطاءِ.. فهذا هو البلاء العظيمْ .

إنَّ بعضَ المرشَّحينَ في وطني .. يتفننون في صناعة الكذبِ ، الكذبِ الذي خجلَ حتى الشيطانُ من ممارستهِ ، حتى وصلوا إلى درجة الاستثنائية في صياغته وإخراجه وتسويقه إلى المساكين من أبناء هذا الشعب الذي فقد صوابه من كثرة الألسن التي تكذب عليه ، حيثُ يحترفُ بعضُهم أساليباً مختلفةً لتلميع صورتهم أمام مواطنيهم ، لانهم لايريدون قطع "شعرة معاوية" مع ناخبيهم ، ونراهم يستعدون للانتخابات المقبلةِ التي شَرَعَ بعضُهم التمهيدَ لها عبر المواقع الإلكترونيةِ ومواقع التواصل الاجتماعيِّ وغيرها .. يطرحون على الملأِ انجازاتهم الوهمية .. كأنها فتوحاتٍ عظيمةٍ ، وهم يدركونَ بأنَّ إنجازاتهمْ ستكونَ مجرَّدَ "حبرٍ على ورق" ، بل وصلَ بهم الأمرُ إلى تزيينِ صفحات التواصل الاجتماعيِّ بصورهم المتمثلة بلقاءات المواطنين التي تُظهرُ ملامح وجوههم وهي حزينة على ما آلتْ اليها الأمورُ بعد رفع الأسعارِ التي كسرت "ظهر المواطن" .. وجعلتهُ يزحف على بطنه الخاوي .

هذه المهازلُ .. لطالما وجدناها في بعضِ مكاتب النواب السابقينَ .. حيثُ لا يستفيد منها سواهم ، فنرى المواطنَ يخرج من مكاتبهم محمَّلاً بالأوهامِ والوعودِ الكاذبةِ التي هي في الواقع مجرَّدَ مشاهدَ بهلوانيةٍ يكتبها ويخرجها بعضُ أعضاءُ مجلسِ النوابِ ، والذينَ أدخلو الوطن في أزماتٍ كثيرةٍ .. وهم يتصارعونَ على الامتيازاتِ ، ولا يأبهونَ إلى مسألةِ بناءِ الوطنْ.
معركتنا اليوم .. هي سحبُ البِساطِ من تحت أقدام هذه النُخبِ القديمةِ الباليهْ ، علينا أنْ نراجعَ ضمائرنا.. ونهذِبَ أصابعَنا التي أنتجتهمْ ، علينا أنْ نبحثَ – بوعيٍ- عن نوابٍ للشعبِ .. نوابٍ يمثلونَ الوطنَ باختلافِ مكوناته ، ويستطيعون الدفاع عنه ْ.. نوابٍ يعرفون ماذا يريدون وكيف يحققون ما يريدون ، وإلى ايِّ مدىً يسعون لتحقيق مصالح ناخبيهم ، تلك هي حقيقة الديمقراطية : تحقيقُ مصالح الجمهور الناخبِ .. لا تحقيقَ مصالحهمِ الذاتيهْ .

لقد ولَّى زمنُ بيعِ الكلامِ .. والضحكِ على "ذقونِ" الناسِ .. بقصصٍ خرافيةٍ .. ونسجِ بطولاتٍ وإنجازاتٍ فارغةٍ لا قيمة لها سوى تضليلِ وخداعِ المواطنينْ .. حقاً يستحقون "جائزةَ نوبل" في التمثيلِ لأنه أصبحَ جزءاً من حياتهم اليوميةِ والعمليةْ ، متجاهلينَ أصواتَ الفقراءِ والمحتاجينَ في هذا الوطنْ .

أيها البهلوانيونَ : إنَّ الشعبَ غاضبٌ عليكم ، وكلنا يعلم بأنَّ غضبَ الحليمِ أشدُّ قسوةً على الظالم ، لهذا كفوا شروركم عنا .. وابتعدوا عن هذه البهلونياتِ التي لم تعد تنطلي على أحدٍ ؛ لأن الجوعَ جعلَ الناسَ تخرجُ عن صمتها ، وأصبحَ الجميعُ يفرقُ الغثَّ من السمينِ ، أوقفوا مسرحياتكم ، فواللهِ لقد سئمنا وجوهكم ورياءكم وفشلكمُ المتكرِّرِ ، وتذكَّروا بأنَّ " القُبَلَ لا تُسكتُ الطفلَ الرضيعْ " !! .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 30641
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم