حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,25 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 22372

مستقبلك .. بين أصابعك !!

مستقبلك .. بين أصابعك !!

مستقبلك  ..  بين أصابعك !!

25-07-2016 09:40 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المهندس عصمت حداد
قديماً .. قالَ (هرقليطس) : " إن التغيير قانون الوجود ، والرتابة المملة موت وعدم "، وقال أيضاً: " إنك لا تنزل البحر مرتين ، فإن مياهاً جديدة تجري من حولك أبداً " ، لا أحد يختلف معي على أن التغيير يستوجب وجود حركة اجتماعية تستند إلى قاعدة شعبية واسعة في الأردن .. قاعدةً يشارك فيها الشعب الأردني من شماله إلى جنوبه .. وتتطلب وجود مجاميع كبيرة من الصادقين الوطنيين ، وتستوجب توفر رؤية متكاملة للمشاريع المستقبلية المدروسة ، ناهيك عن ضرورة توفر الإرادةِ الوطنيةِ الصلبةِ ، وتوفر الظروف الدولية والإقليمية والمحلية المؤاتية للتغيير.

من هنا .. قد يواجه التغيير سلسلة من العقباتِ أهمها .. تدني حجم المشاركة الانتخابية ، وتغييب الجهات المعبرة عن الوعي الشعبي .. والتي قد لا تثق بصناديق الاقتراع وبالنخب السياسية المتنافسة ، أو إذا كانت هنالك قطيعةٌ طائفيةٌ أو حزبيةٌ .. أو تمترسٌ عرقيٌّ أو عشائريّْ ، فعندئذٍ يكون من الصعب العثور على الأجواءِ الصالحةِ للتغييرِ .. والتي ينبغي أن تتمثل بالإرادة القوية ، وامتلاكِ المشاريعِ البديلةِ المرشحة لاستبدال الواقع المراد تغييره .

نحنُ في الأردن نؤمن إيماناً قاطعاً بالحديث الشريفِ الذي يقول : ( المؤمن لا يُلدَغ من جُحرٍ مرتين ).. لكننا لا نطبقه ولا نعمل به ، ولا نتسلح بما فيه من حكمةٍ نبويةٍ لا تقدر بثمن ، فلم نستفد منه عندما ذهبنا إلى صناديق الانتخابات في المرات الماضية ، وهكذا تعرضنا أكثرَ من مرة .. لمتواليةٍ غير منتهيةٍ من اللدغات والعضَّاتِ والوخَزَات ، التي جاءتنا من الصناديق نفسها ، من دون أن نتعلم من هفواتنا التي ارتكبناها بمحضِ إرادتنا.

كنا دائماً ننتخب من يخدعونا ويكذبُ علينا ، ولا مانع لدينا من انتخابهم في المرة القادمة ، فنحن لا نستشعر تنكرهم لنا ، ولا ندرك حجم الأضرار والخسائر التي جلبوها لنا ، ولن نحس بلدغاتهم المسمومة ؛ فقد اعتادت ذاكرتنا المعطوبة على حذف الهموم والآلام ، فتجاهلت الكبوات والعثرات ، ودأبت على العفو والتسامحِ .. حتى فقَدتْ قدرتها على الإحتفاظِ بصَفعَات الماضي القريبْ ، أما المآسي البعيدةِ .. فقد وضعناها في خانة النسيانْ ، لطالما صدقناهم عندما قالوا لنا : إنهم يسعون للدفاع عن حقوقنا ، وتعاطَفْنا معهم عندما قالوا : إنهم تحملونا وتحملوا مشاكلنا .. تلبيةً للتكليف.. وليس لِنيلِ التشريفْ ، فتحدثوا معنا عن مكارم الأخلاق وعن العفةِ والنزاهةِ والمفرداتِ الأخرى ، التي لا يتذكرونها إلا قُبيْل الانتخابات .

لقد نسينا ما فعلوه بنا في السابق ، وسوف نعود لانتخابهم مرات ومراتٍ .. لأننا لا نقرأُ ولا نكتبْ ، ولا نتقنُ الحساب ، ولا علم لنا بطُرقهِ العدديهْ ، ولا نعرف بالضبط حجم المنافع والعقارات التي استحوذوا عليها ، ولا ندري بالضبط كم بلغت أرصدتهم في البنوك العالمية . وليسَ بالغريبِ أنْ تعودَ بعضُ الوجوهِ الفاشلةِ القديمةِ .. والتي استخفت بعقولنا وسرَقتنا ومزقتنا ، كل ذلك لعلمهمُ المسبقِ .. بأننا على أتمِّ الإستعداد لنسيان جرائمهِم وتجاهلها ، وعلى أتم الاستعداد لسماع عباراتهم الملفقة ، ولهجتهم المنمقة ، ومفرداتهم الخادعة ، وسنستمتع كثيراً بما سيقولونه لنا من وعودٍ كاذبةٍ .. وحكاياتٍ لا صحةَ لها.

أغلب الظن أنهم سيطِلُّون علينا هذه المرة بمكياجٍ مختلفٍ ، وملصقاتٍ كبيرةٍ ملونةٍ ، وواجهاتٍ براقةٍ ، وعناوينَ مبهرةٍ ، وشعاراتٍ مغريةٍ ، وكياناتٍ جديدةٍ ، وأجنداتٍ مبتكرةٍ .. بعدما برعوا بلعبة الانشقاقاتِ والإقصاءِ ، وأتقنوا الغِش والتضليلَ والتمويهَ والخداعَ والمراوغةْ .

قالت العرب : "حبل الكذب قصير" ، أما عندنا .. فهو أطول من سور الصينِ ، وأمتن من أمراس السفن الخرافية العملاقةِ ، لكننا لا نراهُ .. بل لا نريد أن نراهْ ، ولا نصدق من يتحدث معنا عنه .. في بلد يوشِكُ أن يغرقَ في دهاليزِ المحسوبية والفسادِ والشلليةْ .

دعونا نختار الأفضلُ والأكفأُ والأصدقُ والأقربُ إلينا ولتطلعاتنا الوطنيةِ ، فمن غيرِ المعقولِ أنْ نكررَ الأخطاءَ نفسَها ، ونرتكب الهفواتِ الموسميةِ المتواليةِ ، من دون أن ندرك حجم الأخطاء الفادحةِ .. وما جنيناه على أنفسنا .. وما أنتجتهُ أصابعنا من دون أن نستنبط الدروسَ والعِبرَ من تجاربنا الفاشلةْ .

" من برى رخام .. ومن جوى سخام " ، وآآآآخ .. يا بو رشيده قلبنا اليوم مجروووح .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 22372
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم