بقلم :
تناول مؤتمر خطاب الكراهية في الاعلام الرقمي والاجتماعي قبل أيام موضوع في غاية الأهمية , حيث فتح المجال أمام الباحثيين والمهتمين تناول شأن عالمي لا يقتصر على البيئة العربية فقط , وان التحريض على الكراهية والعمل على استغلال الاعلام الحديث في تغذية واشباع رغبات وحاجات مروجي الفكر المعادي للأخر والعمل على تطوير آليات وادوات نشر الكراهية والوصول الى درجة تفتت المدينة الواحدة وبالتالي الوطن الى أن يصل الهدف الكبير بتفتيت العالم والوصول الى الصدام الاممي .

وكان للربيع العربي الدور الكبير في ارتفاع حدة التعبئة والتحشيد المذهبي والطائفي في تغذية الكراهية والاقصاء من خلال استغلال وسائل التواصل الاجتماعي وادوات الاتصال الرقمي , بدل من ان تلعب هذا الوسائل من الاعلام الاجتماعي والرقمي دورها الايجابي في التقريب بين الافراد والمجتمعات العربية والعالمية , حيث كان للاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي دور في تعزيز الخطاب الطائفي بين مكونات المجتمع السوري خلال الثورة السورية مثلا , وايضا لعبت دورها الكبير في تفشي الفكر المضاد والكراهية بين دول الربيع العربي الليبي واليمني والمصري وكثير من دول الوطن العربي , لغاية هذه اللحظة تلعب هذه الوسائل الدور الكبير في بث الكراهية والحقد ضد الاخر .

وتطرقت أوراق العمل الى دور الصورة في عصر العولمة الرقمية وانتشارها بسبب انها سهلة المنال , ويفضل الكثير مشاهدة الصور والفيديو على قراءت نص , فهي تصل وتوصل اليه المعلومة بطريقة سلسة ولهذا كثير من وسائل الاتصال الحديث تركز على الصور , وكان لمواقع التواصل دور في نشر خطاب الكراهية والحقد في المجتمع الاردني وخاصة الشباب الجامعي حيث لوحظ استخدام الشباب الجامعي معظم شبكات التواصل الاجتماعي , ويرى الشباب ان تلك الوسائل تسهم بشكل كبير في نشر خطاب الكراهية والحقد والبغضاء , واغلب مظاهر الكراهية ينصب على أثارة العنف الجامعي والمجتمعي ونشر الفوضى .

كان للمؤتمر دور ريادي في عرض تجارب عالمية عانت من خطاب الكراهية وتمخض عن هذا الخطاب الموجهة ضد فئات ضعيفة ومهمشة أبادة جماعية , حيث كان للابادة الجماعية في رواندا وما حدث بها من أبادة مايقارب مليون قتيل خلال فترة زمنية قليلة شاهد على ما يلعبه خطاب الكراهية والعنصرية بين فئات المجتمع الواحد , وما يلعبه الاعلام الحديث من تأجيج الصراع وسكب الكاز على النار وجعل القتل هو غاية الرسالة الاعلامية ومقصد المحتوى , من هنا يكون ثقافة القطيع وتغيب أي دور للعقل او الفرز لمحتوى تلك الوسائل وما هي نتائج نشر رسائل الحقد والكراهية بين ابناء المجتمع الواحد ,وكان الانتشار السريع للربيع العربي في دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا ذات الغالبية المسلمة وخاصة الصراع في سوريا والعراق أثر على دول البلقان الغربية وبالذات جمهورية كوسوفو , مما ادى الى التحاق المئات من مواطني هذه الدول الى بمنظمات متطرفة في تلك الدول وقد لعب الاعلام الاجتماعي الدور الكبير في ذلك .
في مقابل ذلك كان للدولة الاردنية وصفتها السحرية والتي من خلالها أعطت للعالم العربي بالذات ووالعالم الخارجي مؤشرات قبل أستفحال الامر في الوطن العربي , حيث كان لرسالة عمان والتي اطلقها الملك عبدالله الثاني عام 2004م , قبل الاحداث الاقليمية في السنوات الاخيرة , وبينت رسالة عمان آلية مواجهة ظاهرة التطرف والارهاب وطمس الاخر بعد أحداث ايلول 2001م واحتلال افغانستان 2002م والعراق 2003م .

مؤتمر خطاب الكراهية والذي استطاع بجهد كبير وعمل متواصل في سبيل وضع تصور عالمي والحصول على شمولية الطرح والمعالجة من خلال الوصول الى خلاصات كما تمنى عميد معهد الاعلام الاردني الدكتور باسم الطويسي ان يؤخذ بها بسبب وضوحها وسمو قصدها ودورها في تبنى فكر جديد ومناهج علمية تضع الكراهية في موضعها السليم , ومن اهمها وضع التربية الاعلامية في موقعها الصحيح في المناهج وقاعات الدراسة وتشكيل مراصد اعلامية لمراقبة خطاب الكراهية في وسائل الاعلام , والكثير من الابحاث العلمية التي تناولت الاعلام الرقمي والاجتماعي والتي نتمنى ان تجد طريقها في معالجة الكراهية في الوطن العربي والعالم بشكل عام .

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا