بقلم : هاشم الخالدي

منذ يومين و قلبي يعتصر ألما و بالكاد أتنفس قهرا لما أصاب والدتي من ألم في قلبها اضطررنا معه الى ان ندخلها بشكل عاجل الى مستشفى الجامعة التابع للجامعة الأردنية.

لم تقف الحكاية عند هذا الحد ففي مستشفى الجامعة حيث المجازر والإهمال قصص لها اول و ليس لها آخر. وسأروي لكم ما حدث مع والدتي و بشهادة اشقائي وشقيقاتي.

فقبل ايام ادخلت الوالدة الى مستشفى الجامعة الاردنية بعد معاناة كبرى في قسم الادخال استمر لاربع ساعات وهي تجلس امامهم مع بناتها دون ان يراعوا حالتها الطارئة وسط استهتار بخلق الله ومعاملات مكدسة وملقاة بإهمال شديد هنا وهناك، يرافق ذلك لامبالاة حتى مع كبار السن واهمال ومعاملة دونية من اسوأ ما يكون.

ففي صبيحة يوم امس اخضعت الوالده ( امد الله في عمرها ) الى عملية قسطرة في القلب لكي نعرف ماذا يخبئ لها هذا الألم المزمن معها منذ سنوات.

هاتفتني شقيقتي الكبرى وابلغتني بموعد العملية فذهبت مسرعا الى المستشفى حيث مكان العمليات وكم كانت صدمتي وانا اعبر "الكيرودور" المؤدي لغرفة العمليات، أحسست حينها انني في مسلخ امانة عمان ... تخيلوا الى جانب غرفة العمليات يوجد قسم كامل لغسيل الملابس ولكم ان تتخيلوا الازعاج والقذارة التي تنبعث في المكان الذي يجاور اهم غرف العمليات في المستشفى ... عمليات قسطرة القلب.

في الغرفة المقابله لمركز الغسيل "الدراي كلين" تتزاحم المكاتب المتكدسة والتي تنعدم فيها النظافة بينما يمر الى جانبك احد العمال وهو يبصق على الارض امام الماره مرتديا الثياب القذره في صورة مقززة لا توحي باحترام الناس والمرضى.

ليس هنا لب الحكاية .. المهم انني وصلت غرفة عمليات القسطرة فوجدت ان الاطباء خرجوا من غرفة الوالده التي هبط لديها الضغط وانحبست انفاسها فلم يستطع الاطباء اجراء العملية التي كان يفترض ان تخضع الوالدة فيها لعملية تركيب شبكة في القلب اذ تبين انها تعاني من انسداد في الشرايين.

استغربت هذا الامر من الوالدة فأحببت ان اعرف منها سبب ما حدث معها، فأبلغتني بأمر غريب يفوق التصور الانساني.

تخيلوا ان طبيبها وحين بدأ بعملية القسطرة "وهي تجرى بالعادة دون تخدير للمريض" تبين معه انها تعاني من انسداد في ثلاثة شرايين في القلب تبلغ نسبة الانسداد فيها من 30-50 % وكان يفترض - لو انه طبيب ماهر - ان لا يتلفظ بما يخيف المريضة حيث قال لها ان وضعها صعب جدا وان نسبة انسداد الشرايين كبيرة وان حالتها خطرة جدا وهنا ارتفع ضغط الوالدة الامر الذي منع اتمام العملية.

لكن الأمر الكارثي ان الطبيب أبلغها انها تحتاج الى شبكية في القلب قائلاً ما حرفه "أنتي يا حجة وضعك صعب وتحتاجي لشبكية في القلب تكلف الشبكية (500) دينار.

أكمل قائلاً : معك (500) دينار يا حجة قبل ما نبلش لأنه هاي الشبكيات بتكلف ؟! الله أكبر.

هنا ازداد الضغط على الوالدة وابلغته انها لاتعرف بهذه الأمور وان عليه ان يسأل ابناءها المتواجدين خارج غرفة العمليات.

بعدها خرج الطبيب الى اشقائي الذين أبلغوه ان يزرع شبكية في القلب مهما كلفت من مال لكنه حين عاد لوالدتي في غرفة العمليات وجدها تعاني من ارتفاع شديد في الضغط مع ضيق تنفس مما سمعته حول ثمن الشبكية واسعارها وانواعها وكأننا في محلات الخضار تصنف فيه البندورة  الجيدة بنصف دينار والبندورة المتوسطة بـ35 قرش للكيلو.

عندما سمعت هذه الحكاية المعيبة من الوالدة واشقائي قمت فوراً بإجراءات سريعة لنقلها الى المدينة الطبية وهي الآن بين يدي أمهر الجراحين وما يكتبه الله سنقبل به، المهم اننا اخرجناها من مسلخ الجامعة الأردنية.

صباح هذا اليوم زرت الوالدة في المدينة الطبية ووجدتها في أحسن حال والحمدلله قد عادت لها صحتها وارتفعت معنوياتها وهي مؤمنة بما يكتبه الله لها، المهم انها بين ايدي اطباء يشهد العالم لهم بالمهنية والتفوق.

انا تحديداً أعرف سر والدتي و لطالما حدثتني بعشقها لشعار الجيش العربي، كيف لا، وهي امضت طفولتها في حي الضباط بمعسكرات الجيش حين كان والدها قائداً لمعسكرات الزرقاء بالستينيات، لذلك فهي الأن مطمئنة وبين أهلها الذين يرعونها أفضل رعاية ويكفي ان "نوماس" الجيش وشعاره يشعرها بالطمأنينة في كل حين.

اسأل الله العلي القدير ان يمد في عمر والدتي وان يشفي كل مريض انه نعم المولى ونعم النصير.

كما اسأله جلت قدرته ان يشفي ذلك الطبيب من عثرات لسانه التي تؤدي الى موت مرضاه دون ان يشعر، وبالتأكيد فإن ما اقترفه الطبيب من جرم لا يمثل الطبيب الاردني المشهود له عالمياً بالكفاءة و الإقتدار .. وللحديث بقية.

الكاتب مؤسس موقع سرايا
Hashem7002@yahoo.com

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا