حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 21506

أصحاب السعادة والمجلس البلدي

أصحاب السعادة والمجلس البلدي

أصحاب السعادة والمجلس البلدي

23-07-2014 11:56 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : ماجد عبد العزيز غانم

شدني في هذه الأيام اسم مسلسل عربي على شاشة التلفاز ألا وهو صاحب السعادة وكلما اسمع اسمه رغم أنني لا أشاهده يحضرني فورا لقب أصحاب السعادة ألا وهم نواب الشعب الأردني الذين لم نعد نتذكرهم إلا في النوائب ، وفي ظل هذه الظروف الإقليمية السيئة التي نعيشها هذه الأيام وتزامنها مع صاحب السعادة أحببت أن أتحرش بهم تحرشا شعبيا .


أعزائي أصحاب السعادة نود أن نذكركم بأنكم نواب للشعب ولستم نواب لأنفسكم لأنكم يبدو نسيتم هذه القاعدة ، كما نسيتم أننا نحن من أوصلكم نعم نحن من أوصلكم لهذا المجلس ، مثلما نسيتم دوركم في المجلس .


أصحاب السعادة أوصلناكم لهذا المجلس لتسنوا التشريعات والقوانين التي تنظم حياة الشعب ولإيصال صوت الشعب للحاكم وللحكومة ، ولكن يبدو أن صوتكم أنتم لا يصل لا للحاكم ولا للحكومة فكيف تستطيعون إيصال صوت الشعب ، لا أريد أن أطيل هذه المقدمة ولكن جميعنا نتذكر قراركم بطرد سفير الكيان الصهيوني وسحب سفيرنا من تل أبيب وإلغاء معاهدة وادي عربة المشؤومة ، وجميعنا نتذكر أن الحكومة ضربت بقراركم عرض الحائط ولم تعبأ به .


أصحاب السعادة بعد رفض قراركم السالف ذكره ماذا بقي لكم من دور في هذا المجلس سوى دور الواسطة مثل نقل الموظف الفلاني من منطقة إلى منطقة أو مد ماسورة مجاري لأحد أبناء حيكم أو إيصال المياه لمواطن من قريتكم !! هل لهذا العمل انتخبناكم ؟ فهذه أعمال يقوم بها اصغر عضو في مجلس بلدي مع احترامي الشديد للمجالس البلدية وأعضائها فهم صدقوني يعملون ويفيدون المواطن أكثر منكم ، لذلك صدقوني أن مجلسكم يجب أن يسمى المجلس البلدي للأردن نعم المجلس البلدي لا أكثر .


أتساءل عندما يصل صاحب السعادة منكم إلى قناعة بان قرارات مجلسه البلدي لا يعتد بها ولا تأخذ بها حكومته عندما يصل لهذه القناعة ألا يشعر أن راتبه ليس حلالا ؟ وان وجوده في المجلس البلدي أصبح عبارة عن منظر تجميلي لهذه القبة بل وتجميلي للحكومات العابرة أيضا ؟ ألا يشعر صاحب السعادة أن دوره التشريعي انتهى ولم يعد له وجود ؟ ألا يشعر بأنه أصبح عبئا على ناخبيه ؟ ألا يشعر بأنه يجب أن يقدم استقالته فورا من المجلس البلدي وذلك احتراما لقاعدته الانتخابية ؟ هذا إذا مازال يتذكر بأن هناك قاعدة أوصلته لهذا المجلس البلدي .


أصحاب السعادة الم يكن من الأجدى لكم بعد استشهاد القاضي زعيتر وبعد محاولة الصهاينة التغول على سيادة الأردن على المقدسات الإسلامية في فلسطين ، الم يكن من الأجدى لكم أن تتقدموا باستقالة جماعية من المجلس البلدي ، وذلك احتجاجا على تهميش الحكومة لقراراتكم وحتى تعود الهيبة والكرامة لمجلسكم البلدي ، عسى أن نعود ونسميه مجلس النواب ، طبعا لم تفعلوها وصدقوني من لحظتها أدركت أن أي صاحب سعادة في مجلسنا البلدي لا ولن يتجرأ ويفعلها رغم أن الشعب الذي انتخبكم يقف معكم بل ويطلب منكم الاستقالة احتجاجا على تهميش قراراتكم ، بالله عليكم كيف ستقدمون أنفسكم لهؤلاء الناخبين لينتخبوكم مرة أخرى !! لقد كان من الأولى أن تنصاعوا للرغبة الشعبية لدى قواعدكم وتستقيلوا من هذا المجلس البلدي ولكن كان ما كان من تقاعسكم وتخاذلكم أمام الشعب .


أصحاب السعادة منذ رفض قراراتكم أثبتم لناخبيكم أنكم فشلتم في تمثيلهم كما يجب لدى السلطة التنفيذية ، حتى جاءت الطامة الكبرى ألا وهي العدوان الصهيوني الغاصب على أهلنا في غزة هاشم ، حيث تبين لنا نحن الشعب بأننا خدعنا بكم فعليا خدعنا حتى النخاع .


أصحاب السعادة ألا تشاهدون التلفاز ؟ ألا يستفزكم حجم الدمار الذي تتعرض له غزة ؟ ألا ترون المشاهد الدامية والأشلاء لأهلنا في غزة ؟ والله إنها مشاهد تدمي القلب ولكن يبدو أنكم فقدتم الإحساس بالمسؤولية تجاه شعبكم .


الشعب الأردني كله يطالب بطرد سفير الصهاينة من عمان وسحب سفيرنا من تل أبيب بل وإلغاء وادي عربة ، الشعب كله يريد ذلك ، لماذا لا نسمع صوتكم يردد ما يريده الشعب ؟ لماذا لم تعيدوا الكرة بطلب طرد السفير الصهيوني ؟ وقد وصلتكم كلكم رسائل من قواعدكم الانتخابية تطالبكم بفعل ذلك ، ولكن يبدو أن المشاعر والأحاسيس تبلدت فالكرسي والمنصب والجاه يبدو أنها أهم عندكم من مطالب شعبكم .


أود أن أعرج هنا إلى حوار دار بيني وبين احد النواب حول هذا المطلب ألا وهو الاستقالة من المجلس احتجاجا على تهميش قراراته وذلك كي أبين لكم مدى استهتار أصحاب السعادة بالشعب ، ولكن هالني ما سمعته من ردود وإجابات منه ردا على تساؤلاتي فقد كانت إجاباته تدل على مدى سذاجته بل صدقوني على مدى سذاجتنا نحن الذين انتخبناه ، حيث قال لي هل لو استقلنا من المجلس سيكون لهذه الاستقالة نتيجة !! سبحان الله يبدو انه لا يدرك انه نائب في مجلس للشعب ولا يدرك أن استقالة ولو نائب واحد على خلفية هذا التهميش لقرارات المجلس لها مدلول كبير لدى الشعب ولدى الحكومة فكيف لو كانت استقالة جماعية ، كما انه لا يدرك حجم الضغط الذي ستولده هذه الخطوة لدى أصحاب القرار ولا يدرك أنهم سيرضخون لقرارات المجلس مستقبلا وتعود له الهيبة التي فقدها وسيعود حينها مجلسا للنواب ، ولكن يبدو أن صاحب السعادة هذا وزملاءه هم من يريدون منه أن يبقى مجلس بلدي للخدمات والواسطة فقط فهم يعتقدون أن الشعب يريد خدمات فقط وكأنهم لا يدركون مدى الغضب الشعبي عليهم في هذه المرحلة .


أعود لحواري مع صاحب السعادة حيث رد علي مرة أخرى أن استقالة النائب تحتاج لموافقة ثلثي المجلس ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، هذا الرد جعلني الطم على وجهي فهذا الرد لا يقوله طفل صغير في المدرسة ، بالله عليكم من يريد الاستقالة من المجلس أينتظر قبولها !! أمر غريب ، يا صاحب السعادة قدم استقالتك واعتكف في بيتك ولا تذهب للمجلس صدقني أن لا احد سيطالبك بالعودة ما دمت قدمتها بناء على رغبة ناخبيك واحتجاجا على تهميش دورك التشريعي، وصدقني أن ناخبيك سيعيدون انتخابك بقوة في المجلس القادم ، ولكن الإجابات والردود الساذجة استمرت حتى ترسخت قناعاتي بأنني لا يمكن أن اسمع في يوم من الأيام أن احد أصحاب السعادة استقال من المجلس تلبية لمطالب ناخبيه ، وفعلا عدت وتذكرت أن الكرسي تحت القبة أهم لدى صاحب السعادة من الآلاف الذين انتخبوه ، ولكن يبدو أن صاحب السعادة نسي أنه مسلسل صاحب السعادة له حلقة تسمى الحلقة الأخيرة وسينتهي ، ومثله أن لهذا المجلس نهاية وانه سيعود ليستجدي الناخبين بان ينتخبوه ، ولكن يا صاحب السعادة دعني أصدقك القول بان ناخبيك لن يكرروا خطأهم بانتخابك مرة أخرى .


أصحاب السعادة نرجوكم لا تستقيلوا ، نرجوكم ابقوا على كراسيكم الوثيرة ، استمروا بقبض رواتبكم حراما ، فالشعب نسيكم ولم يعد يتذكركم حتى في النوائب لن يتذكركم كما جرت العادة ، ولكن صدقوني سيأتي يوم وستندمون على خذلانكم لناخبيكم ولشعبكم .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 21506
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم