ايها السلفيون .. كفى وصاية علينا

08-06-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

المكان : بلد عربي ( وقد يكون في المرة القادمة اي بلد عربي آخر ) .... الزمان : قبل ايام قليلة ( وقد يحدث في اي وقت )...... الحدث : اتهامات عشوائية بالكفر والزندقة (وقد يرمى بها اي كان ) ...... صدقوا أو لا تصدقوا ايها العرب ...صدقوا او لا تصدقوا ايها المسلمون ...هذا ما يجدث في بلاد العرب بعد ان اجتازت البشرية عتبة القرن الواحد والعشرين ...ما زال البعض منا نحن العرب (فقط العرب من بين كل امم الأرض ) من يعتقد ان الله جل جلاله قد اختاره ليكون وصيا على الناس ..قائما بأمر الله ..وكيلا عنه سبحانه وتعالى في تأديب البشر وتكفيرهم واخراجهم من الملة ...او الشهادة بحسن أسلامهم وترشيحهم لدخول الجنة ...ففي احد البلدان العربية اكفهر وجه السلفيين وتناثرت حمى غضبهم وتنافخوا شرفا وايمانا وتسابقوا الى التقرب الى الله تعالى عندما تناهى الى اسماعهم ما حدث في مجمع سكني لمستشفى يعمل فيه الكثير من الأطباء والموظفين ممن ليسوا من اهل الباد ....وماذا حدث يا ترى ؟! مجموعة من العاملين في المستشفى تجمعوا نهاية اسبوع مرهق بما حفل به من متاعب العمل واحتفلوا بمناسبة ما احتفالا سمحوا لأنفسهم خلاله ان يرقصوا ويغنوا داخل جدران احد المساكن التي تخص احدهم ...قامت الدنيا ولم تقعد ...وتعالت صرخات البعض ممن يرون في انفسهم حماة للفضيلة في هذا الزمن العاهر كما يطلقون عليه ...وأخذ هذا البعض يوزع التهم يمينا وشمالا على المحتفلين الآثمين ...جن جنونهم ...وطالبوا بمعاقبة المحتفلين العقاب الشديد الذي يتناسب وفظاعة الجرم الذي اقترفوه ...هتفوا حتى بحت حناجرهم : واإسلاماه!!! لقد ضاعت اخلاقنا ..وها إننا نقلد الغرب الكافر الملحد ...( ملاحظة : هؤلاء الأسلاميون انفسهم لم يعترضوا على نصف مليون جندي امريكي هاجموا بلدا عربيا عزيزا اتطلاقا من ديارهم العامرة ) زكان هؤلاء السلفيين ايضا قد احتجوا على وجود وزيرة سافرة في بلادهم ..ورفضوا حتى مناقشة النساء في مدى شرعية الترشح والأنتخاب لمجلس النواب عندهم ( كيف لا يكون ذلك والنساء فيما يعتقدون ناقصات عقل ودين ؟) ....واتساءل هنا بمرارة وليس ببراءة بلهاء ....من سمح لهؤلاء السلفيين وممثليهم في برلمانهم ان يتدخلوا هذا التدخل الفج والممجوج في خصوصيات غيرهم من المواطنين الذين يحميهم دستور بلادهم ويكفل حقوقهم وحريتهم الشخصية ؟ اليس للمواطن قانون يحميه من بطش هؤلاء ؟ اليس له رب يحاسبه ؟ وهل اقتصرت واختزلت مشاكل شعوبنا العربية على حفل بريء يقام هنا او هناك في ديار العرب العامرة ؟ ثم ما المزعج لهم ولغيرهم ان احتفل الناس في بيوتهم او مؤسساتهم بالطريقة التي يختارونها ؟. واتساءل ايضا دون ان ادعي البراءة في طرح تساؤلي : ماذا قدم هؤلاء السلفيين لبلدهم غير فتاوى التكفير والتحذير من الغرب الكافر ؟هذا الغرب الذي تقدم علينا في كل مجالات الحياة بسبب فصله الدين عن الدولة ...هذا الغرب الذي يحتل اجزاء عزيزة من بلاد العرب والمسلمين وينهب خيراتنا وثرواتنا الطبيعية ويدمر منجزنا الحضاري ....هذا الغرب الذي يستعمل السلفيون يوميا وفي كل لحظة من ليل او نهار انحازاته التكنولوجية من السيارة الى الطائرة الى الدواء الى مكيف الهواء حيث حللنا او ارتحلنا ...وحتى لا يتهمني احد ...فأنا لست مبهورة بالغرب الأستعماري الرأسمالي القذر ..وانا ادين كل تصرفاته الهمجية ضد شعوب الأرض قاطبة ( ومنها شعوبنا العربية وخصوصا في فلسطين والعراق ) ...ادين العولمة التي تأخذنا عنوة من تقاليدنا وعاداتنا وتخرجنا ...لو استطاعت ...من جلودنا ...ولكني افرق تماما بين كل هذه الجرائم التي يرتكبها الغرب وبين حق الأنسان في ان يكون حرا ضمن دائرة ما يكفله له الدستور والقانون ... غادة نبهان العمار / باحثة اجتماعية

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا

طباعة

المشاهدات: 10405


1 -	ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.	08-06-2008 04:00 PM سرايا
لا يوجد تعليقات