حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,24 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 22832

قضية للنقاش .. اللاجئون الفلسطينيون

قضية للنقاش .. اللاجئون الفلسطينيون

قضية للنقاش  ..  اللاجئون الفلسطينيون

09-05-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا -

  اللاجئون الفلسطينيون **
 التاريخ قبل الجغرافيا **
 الإنسان قبل الأرض **
الكينونة قبل الصيرورة ...

سرايا - ماجد خواجا - قد يكون الخوض في هذا الموضوع كمن يسبح ضد التيار.. أو كنغمة ناشز خارجة عن الإيقاع الأمريكي المتدفق ثقافة تنتشر بالميديا والإنترنت.. أو عسكرة بالمارينز الذين يحملون المحبة والسلام والحرية في حملاتهم الحضارية ما بين قندهار وبغداد.. وبين ما ينتظر مدناً وعواصم تقف منصاعة لما سيأتي.. أو إمدادات أو عمولات بالقمح والدولار.. أو بالبسطار.. أو ربما عبر كل تلك المنظمات غير الحكومية والتي تجوب أرضنا وسماءنا.. والتي تجيز لنفسها التدخل بين المرء وزوجته.. بل بينه وبين نفسه.. إنها مخولة بتقييم كل ما نتفوه به أو نحلم به.. ومالانتفوه به.. أنها إعادة برمجة لكل الأبجديات.. وكل المسلمات.. فلا شيء خارج زمن اليانكي.. أما من يتبقى من الشعوب خارج السرب.. فإن الأنظمة الخاوية على عروشها والمسبحة ليلا نهارا بحمد ساكن البيت الأبيض والبنتاغون وال CIA وأصغر موظف في أي دائرة أمريكية.. كفيلة بضبط المسيرة والإلتزام بالنص المقدس.. الإرتياد: حينما كنت صغيرا كان هناك تساؤلا مريرا أطرحه على والدي: لماذا هربتم ؟ كان يغضب ويصرخ محتدا: لم يكن هروبا أبداً.. كان طرداً ونفياً وتشريداً.. كنا شعب وادع مسالم بسيط.. نفرح لأصغر الأشياء وننتظر المواسم للزراعة.. للزواج.. لقطف الثمار.. للحصاد.. للأعياد.. إن طردنا كان أحد خيارين لاثالث لهما: إما بالخروج والسير للأمام دون أي نظرة للخلف.. وإما برصاصة تنهي حياة من يجرؤ على المقاومة.. لقد كان طردا منظما مخططا له.. كان جماعيا قسريا سريعا وبإتجاه واحد محدد.. لم يتح لنا مجرد التفكير في المقاومة.. ولم تكن متوفرة أمامنا أية إمكانيات لمثل تلك المقاومة.. شعب أعزل في مواجهة أعتى ما أنتجته صناعة السلاح حينها.. والذي كان بيد من لايرحمنا، بل لايعترف بآدميتنا.. وقال لي حينها: عندما تكبر سأقول لك كل الحكاية.. كبرت لكنني فقدت والدي قبل إتمام الحكاية. إنه من أجل تأصيل البحث لابد من التعرف على كيفية نشوء قضية الللاجئين: هل كان خروجهم بمحض إرادتهم وإختيارهم.. وهل كان خيارهم اللجوء لهذا البلد أو ذاك.. هل غرر بهم بخروج مؤقت كي يعودوا مع طلائع جيوش التحرير العربية.. هل إبتعدوا كثيرا عن مدنهم وقراهم منذ البداية.. أي هل كان واضحا لديهم نية اللجوء.. هل كانت هجرة بحثا عن فرصة عمل أو مورد مالي أو أرض أكثر خصوبة.. وبالتحديد : كيف بدأت النكبة ؟؟؟؟ النكبة هي تكريس ( إسرائيل ) مقابل شطب ( فلسطين ).. ومن أجل ترسيخ الأساطير كان لابد من نسف الحقائق والوقائع.. فجاءت المسألة اليهودية على حساب القضية الفلسطينية.. أورشليم مقابل القدس.. الكيبوتس مقابل المخيم.. المستوطنون مقابل اللاجئون.. المغتصبون مقابل المشردون.. التطهير مقابل المذابح.. إعلان الإستقلال مقابل النكبة.. إنه لتكريس صحة مقولة ( إسرائيل زانجويل ) بأن فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض.. فهذ ا يعني لكي يوجد يهودي ينبغي أن يقابله إختفاء فلسطيني.. وكان الإعتقاد الذي أطلقه ( بن غوريون ) بأن اللاجئين سيذوبون ويتلاشون داخل المجتمعات والصحارى العربية.. وبمرور الزمن لن يعود هناك وجود لما يسمى قضية اللاجئين.. في 2 نوفمبر 1917 أصدر ( بلفور ) وعد من لايملك لمن لايستحق ودون مشورة صاحب الحق.. فلسطين التي تدعي الأسطورة الصهيونية بأنها أرض بلا شعب.. كانت في الواقع من أكثر مناطق العالم إزدحاما وكثافة سكانية نسبة لمساحتها.. هل باع الفلسطينيون أرضهم ؟ إن اليهود لم يتمكنوا من الإستحواذ على أكثر من 6% من مساحة فلسطين بما يساوي 1681كم في نهاية عام 1947.. وقد تم شراؤها من كبار الملاكين الغائبين غير الفلسطينيين ومن بعض كبار الملاكين الفلسطينيين ومن الكنائس والمؤسسات الأجنبية.. وأما الفلاحين المرهقين ضريبيا وطبقيا فكان نسبة ما باعوه أقل من 1%.. إن عمليات التهجير بدأت قبل إعلان دولة إسرائيل بربع قرن وذلك عندما قامت عائلة سرسق اللبنانية ببيع ممتلكاتها في 22 قرية في سهل مرج بني عامر مما أدى لتشريد 8000 فلاح فلسطيني.. وفي عام 1937 أوصت لجنة ( بيل ) بالتهجير.. وإن مفهوم الترانسفير ظهر ضمن مشروع (روزفلت) الذي إقترح نقل السكان العرب خارج فلسطين ومتمنيا ألايبقى عربي واحد فيها حتى لو إستدعى الأمر تسييج البلاد.. لماذا تركوا بلادهم ؟ ماالذي يدفع أمة من المزارعين والحرفيين والتجار إلى هجر بلادهم وديارهم.. إنهم لم يرحلوا بناء على طلب الإذاعات العربية أو قياداتها.. ولا إستجابة لرغبات ( المفتي ) كما يدعي الصهاينة.. إنه طرد ونفي وتشريد بإستخدام أبشع صور المذابح والفظائع والمجازر .. ما حدث هو عبارة عن سلسلة من الخطوات المنظمة المنهجية المتراكمة لتحقيق حلم هرتزل وزانجويل ووايزمان في الأرض الموعودة لشعب الله المختار.. هل هربوا ؟ إن أكثر من 90% من القرى نزحت بسبب هجوم عسكري صهيوني.. بالطرد المباشر.. بالخوف من الهجوم.. بالحرب والدعاية النفسية.. بإقتراف المجازر.. لقد إتبع الصهاينة سياسة التنظيف العرقي بما دعوه ( التطهير ).. كانت قواتهم تحيط القرية من ثلاث جهات وتترك الرابعة مفتوحة.. ثم تجمع السكان وتختار عددا من الشباب لإعدامهم وتدع الباقين ليهربوا وينقلوا أخبار المجازر..17 مذبحة إقترفها الصهاينة أثناء الإنتداب.. 17 مذبحة بعد إنتهاء الإنتداب.. وعشرات المذابح التي لم توثق رسميا.. هكذا بدأت حكاية اللجوء.. لم يبتعد المشردون كثيرا.. لقد ذهب البعض على بعد أميال قليلة بإنتظار توقف القتال والعودة.. وتوقف القتال ولم يعودوا.. لقد بدأ لجوء يتبعه لجوء.. تتساقط في كل مرة بعض المتاع التي أمكن حملها.. ويتساقط الرجال.. لكن بقي الجميع يحتفظون بمفاتيح بيوتهم المربوطة بخيط معلق في الرقاب أو على الأحزمة.. لم يكن أي لاجئ يعتقد أنها تذكرة بإتجاه واحد.. إلى أن وقعت الدول العربية المحيطة على إتفاقيات الهدنة التي منحت الإعتراف الضمني بقيام الدولة الصهيونية.. لقد أصبح الفلسطينيون أمة هائمة لامقر لها ولاوطن.. نكبة لازال يدفع ثمنها أكثر من خمسة ملايين لاجئ ونازح داخل وخارج فلسطين.. إنها إبادة جغرافية كادت ترافقها إبادة بشرية جماعية.. فالأرض تم مسحها وأزيلت قرى بكاملها من الوجود.. إن مستوطنة ( بتاح تكفا ) أنجبت آلاف المستوطنات.. إن عتبة الأمل الصهيوني كانت عتبة الشتات الفلسطيني.. هل نسي اللاجئون وطنهم ؟ لاأحد من اللاجئين كان قادرا على التخلص من هويته وإكتساب هوية شعب آخر.. حتى رجال الأعمال والأغنياء والذين حصلوا على جنسيات راقية.. لم ينسوا أن بيتهم كان في فلسطين ولازال كل فلسطيني يعرف بنفسه بأنه من قرية أو مدينة فلسطينية على الرغم أنه لم يولد فيها أو يشاهدها والتي قد تكون باتت أثراً بعد عين.. لقد قامت لجنة مكلفة برفع تقريرا للأمم المتحدة عام 1950 عن أوضاع اللاجئين جاء فيه: " يعتقد اللاجئون أن من مقتضيات الحق والعدالة أن يسمح لهم بالعودة إلى بيوتهم ومزارعهم وقراهم ومدنهم الساحلية .. إنهم يحنون إلى ديارهم ويريدون العودة إليها حتى لو قيل لهم إن الأوضاع تبدلت في غيابهم وأنهم لن يكونوا سعداء إذا ما عادوا .. وحتى لو قيل لهم إن منازلهم وبيوتهم قد دمرت .. أجابوا : لابأس فالأرض باقية." وقدم مدير الوكالة عام 1951 تقريرا تضمن " من الغريب أن معنويات اللاجئين العامة أرفع مما كان متوقعا لاسيما وقد قضوا أكثر من عامين في حياة النفي والتشريد وفي ظل أقسى الظروف وأشقها .. فاللاجئ يريد قبل كل شيء أن يعود إلى بيته السابق وهو يعتبر الأمم المتحدة مسؤولة عن الأوضاع التي تردى فيها.. وتتوالى التقارير السنوية عاماً إثر عام لتؤكد جميعها على الرغبة العارمة لدى اللاجئين بالعودة ولاشيء غير ذلك.. هذا هو الشعور الذي لازال سائدا بين سائر أفراد الشعب الفلسطيني.. إن اللاجئين الآن يجدون أنفسهم في أسوأ حال منذ النكبة .. حيث لاالحرب الصورية ولا السلام المزيف أعاد إليهم أية حقوق.. إنتظار زاد عن خمس وخمسون عاما في الشتات.. مقاومين مرابطين وخارجين من غبار خمسة حروب مباشرة وعدد لايحصى من الغارات والحروب الخفية.. لكي يطلب منهم الآن الإقرار بأنه ليس لهم وطن ولاحق ولا تاريخ.. ماذا قدموا وما الذي حصلوا عليه ؟ الفلسطينيون من أكثر الشعوب الذين يحملون عشرات الألقاب منها " اللاجئ , النازح , أبن غزة , إبن الضفة , عرب إسرائيل , إبن ال48 , إبن ال67 , إبن الداخل , الخارج , إبن المخيم , أهل الشتات....". لقد تحولت القضية الفلسطينية من قضية سياسية إلى قضية إنسانية في الأمم المتحدة من عام 1951 ... وبقيت ملامح الصورة قضية لاجئين ينتظرون الإغاثة .. ثم باتت قضية لاجئين ينتظرون العودة .. فتحسين أوضاع .. والآن لاجئون ينتظرون المجهول.. إن الخيمة بقيت لسنوات طوال ثابتة في مكانها ترمز للحالة اللاجئية .. لقد أقيمت المخيمات في الصحراء , المناطق الوعرة , الجرداء , غير المأهولة , والثكنات العسكرية المهجورة .. يذكر أحدهم أنه شاهد في شتاء 1948 الرهيب إثني عشر شخصا رؤوسهم في خيمة وأرجلهم في المطر خارجها.. إن حياة اللاجئين تعني أولا وقبل كل شيء ( المهانة ).. والواقع أنه على غير المألوف لم تكن هجرة اللاجئين إلى الدول العربية تقليدية بالمعنى المتعارف عليه .. وإنما كانت هجرة من مناطق أكثر تطورا إلى مناطق أقل تطوراً.. لقد أشارت بعض الدراسات إلى أن الشعب الفلسطيني يعد من أكثر الشعوب إندماجاً في المجتمعات التي يعيش فيها.. كما ويعتبر من أكثر الشعوب تمسكا بقضيته وهويته.. كذلك يقول أحدهم: لقد برز الفلسطينيون خلال سنوات المنفى بوصفهم أفضل الشعوب تعليما. وقد وصفهم ( آرنولد توينبي ) بأنهم من رواد العالم غير المعترف بهم.. إن التحليل لطبيعة اللجوء والتشريد الفلسطيني يستخلص منه الآتي: - إنهم لم يبيعوا أرضهم طوال فترة الإنتداب ولغاية إعلان قيام إسرائيل. - إنهم لم يهربوا ولم يكن خروجهم طوعيا.. بل جاء نتيجة المجازر والأساليب الوحشية والإعلام المدروس والموجه بهدف ترويع الفلسطينيين وتهجيرهم قسريا.. - هذا الخروج بدون إعتبار لطواعيته أو قسريته.. لايسلب حقوق اللاجئين ولا يمنح مكاسب للمعتدي المغتصب.. - لم يبتعد اللاجئون كثيرا عن مدنهم وقراهم المحتلة وإن تعددت مرات وأماكن اللجوء - لقد بقيت الخيم منصوبة لأجيال كدليل على الوجود المؤقت.. - اللجوء زاد عن نصف قرن على أمل العودة وحسن النية بقرارات الشرعية الدولية. - إن الشعور بالهوية الفلسطينية بقي أقوى من أية إعتبارات أو مكاسب مادية أو إجتماعية. - لم يخير اللاجئون في أماكن اللجوء ولا في القرارات التي فرضت عليهم. - إن المستوى الحضاري للفلسطيني عند النكبة كان يضاهي بل ويتفوق على مستوى العديد من الدول المضيفة للاجئين.. - لم يكونوا عبئا على المضيفين بقدر ما ساهموا في شتى مناحي النمو والتطور.. - أخيراً: إن فكرة العودة هي الهاجس المشترك لأي فلسطيني.. وهي تعتبر إحدى المقدسات التي يورثها الآباء للأبناء جيلا فجيل.. القضية الفلسطينية هي جريمة ضد الإنسانية تحولت إلى قضية عقائدية.. ثم قومية.. فوطنية.. سياسي .. إنسانية.. روتينية.. ومن صراع إلى نزاع إلى مزاح.. والآن تمر بأسوأ وأخطر مراحلها حيث باتت هامشية وربما لم تعد تشكل أي عبء على الضمير الإنساني.. الهوامش - شاكر مصطفى " وللأساطير ثمنها الباهظ


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 22832
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
09-05-2008 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم