حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 48278

هاشم الخالدي يكتب: ابنتي فرح تتزعم المعارضه والربيع العائلي

هاشم الخالدي يكتب: ابنتي فرح تتزعم المعارضه والربيع العائلي

هاشم الخالدي يكتب: ابنتي فرح تتزعم المعارضه والربيع العائلي

31-01-2012 12:56 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : هاشم الخالدي

منذ عام ونيف اطلت علينا ابنتي الصغرى فرح لتحتل " اخر العنقود " في عائلتي واجزم انها اخذت  نصيبها من الدلال الذي اخذه بقية افراد العائله، لكنني وحين تأملت ان تكون سندي في البيت كما شقيقتها راما، ولانني احب مداعبة الصغار والاستماع لاول الكلام الذي يصدر منهم " مقطوشا" كالعاده ، فقد كان نصيب فرح ان امنحها قدرا اكبر من الدلال والعنايه منتظرا بلهفة الاب ان احاورها صباح كل يوم على اشياء وجمل ومصطلحات لا افهما في العاده لكنها تجلب لي الكثير من السعاده كلما نطقتها بلهجتها المختلطه من كل لغات العالم حتى لو لم نفهم على بعضنا سوى ان نضحك سويا قبل ان اخرج صباحا الى عملي .

 

قبل اشهر ازداد قلقي الشديد على "فرح " لانها ومنذ عام ونيف لم اسمع منها كلمه صحيحه من لغتنا الام سوى كلمة " لأ " وعندما حاولت على مدار الشهر الماضي ان اعلمها كلمة الطاعه " اه " او " نعم" كانت ترفض بشده وتولي هاربه خارج غرفتي .

 

اعتقدت بادئ الامر ان قوى خارجيه علمتها دون ان ادري ان تجنح للمعارضه لان كلمة "لأ " مقلقه للغايه وهي تعبير عن ثوره داخليه لا ادري سببها ،  لذلك قررت مراقبة سلوكها واستمالتها لموالاتي وفكرت لاحقا في ان اجلب لها ما لذ وطاب لعل وعسى ان تنسى كلمة "لا " وتبدء في تعلم الطاعه العمياء لتنفيذ تعليماتي وغض النظر عن اخطائي .

 

في مساء اليوم التالي كنت اصطف امام السوبر ماركت القريب من منزلي واحضرت لفرح قطعة بسكوت " ام الشلن " وقفلت عائدا الى منزلي لتقديمها للمعارضه الشرسه " فرح  " معتقدا انني ساستطيع شرائها بهذه البسكوته اللذيذه .

 

بعد لحظات كنت أهم في " تقشير " غطاء البسكوته واقدمها لابنتي "فرح " التي اطلقت العنان لابتسامة مصطنعه اظهرت معها بعض الاسنان الناضجه للتو تعبيرا عن سعادتها بهذه الهديه المفاجئه  ، وانتظرت صبيحة اليوم التالي كي اقطف ثمر شراء ذمة "فرح " ، لكنني فوجئت بانها لم تتغير ... وعبثا حاولت تعليمها بترديد كلمة " اه " الداله على الموالاه دون فائده ، لا بل زادت ان كشرت عن انيابها وبدأت بالتصعيد وجها لوجه مكررة عبارة " لأ " ... "لأ " ..." لأ "... على مرأى ومسمع من ام العيال وراما وحتى جدتها التي حاولت ان تثنيها عن عصياني دون فائده .

 

في صباح اليوم التالي .... اعتقدت ان سبب غضب فرح وعصيانها غير المبرر يعود لانها شعرت بان ثمن البسكوته  " ام الشلن " كان بخسا للغايه فقررت شراء الواح من الشكولاته والشيبس وكاستر " دانيت " الذي يتجاوز سعره الاربعين قرشا عدا ونقدا  ، وكررت سيناريو فتح الهدايا منتظرا تغيير لهجة المعارضه لدى " فرح " في اليوم التالي..... الا انني اكتشفت ان الامور تزداد سوءا  وان " نفس " المعارضه الذي كان فتيا صغيرا داخل فرح قد ازداد شراسه وقوه واصبحت طلباتها تتضخم يوما بعد يوم معتقده ان رغبتي في استمالتها يعود لضعفي وارتباكي .

 

المصيبه الاخرى التي حلت على رأسي ان ابنتي المواليه  " راما " وعندما شاهدت اهتمامي  بالمعارضه الصغرى " فرح " ومحاولاتي ارضائها باي ثمن مقابل ضمان سكوتها وشراء معارضتها انقلبت هي الاخرى الى الضد لانني لم اعد اهتم بها وبمطالبها رافضة مبدأ انها " في الجيبه " لانني كنت اضمن موالاتها  دون عناء ، فاصبحت بين ناري المعارضه المتصاعده التي لم تعد تقبل باي شيئ وبين الموالاه التي انقلبت كي ادرك انها موجوده وانه لا يجوز لي ان اتجاهلها .

 

اعترف الان انني اصبحت في موقف صعب وادركت انني ارتكبت اخطاء قاتله في استمالة المعارضه وتجاهل الموالاه وقررت ان السبيل الاسلم كي اخرج من عنق الزجاجه ان اعيد حساباتي وان لا اسلك طريق صناعة المعارضه على حساب الموالاه .

 

هذا الصباح ابلغت "  فرح " انني لم اعد مهتما باستمالتها نحو الموالاه فحق المعارضه في منزلي مكفول بالدستور  العائلي ، وقررت ان منجاتي من دلع فرح وطلباتها المتصاعده وغضب راما وجنوحها للتمرد ان اسلك طريق الاصلاح  الحقيقي بان اكون ابا مثاليا في تامين حاجيات المنزل اولا باول وان لا اسمح لاحد بسرقة " مونة البيت "  وان اعيد الالعاب التي قمت  بخصخصتها ذات هزيع من نصيحة خادعه قدمها لي صديق اكشفت انه لم يكن " راغبا " في بقاء سيطرتي على المنزل .

 

اليوم ... ادركت ان سيطرتي على المنزل تكمن في  تطبيق حكمة قديمه تقول " كن لَيِّنًا في غير ضعف وشديداً في غير عنف "...

مشكلة المعارضه الحديثه لدينا في الاردن انها اصبحت كما ابنتي " فرح" تماما .. كلما حاولنا استرضائها ... ازادت تمردا وعصيانا .....هل وصلت الرساله ... اتمنى ذلك .

الكاتب : مؤسس موقع سرايا

 Hashem7002@yahoo.com


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 48278
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
31-01-2012 12:56 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم